Skip to main content

أسس التفضيل الجمالي في مجال العمارة

Research Authors
د./ نوبى محمد حسن
Research Year
2002
Research Journal
مجلة الديرة، الجمعية السعودية لعلوم العمران، الرياض
Research Rank
1
Research Abstract

العمارة هي أحد الفنون التشكيلية، غير أنها تختلف عن مجمل هذه الفنون وهي التصوير والنحت في أن للعمارة وظيفية نفعية بجانب الوظيفية الحسية، ولعل هذا ما جعل البعض يعرف العمارة بأنها فن وظيفي أو البعض الأخر الذي ذهب إلى القول بأنها أم الفنون لأنها تحتوي الفنون الأخرى في موضوعها.
وبهذا فإن المبنى - وهو ما يمثل الناتج المعماري لعملية التصميم - يعبر عن شقين متوازيين بل متداخلين أحدهما الشق العلمي والآخر الشق الفني، الأول يخاطب العقل بينما يخاطب الثاني الوجدان والعاطفة، المشاعر والأحاسيس، الأول من السهل فهمه وقياسه ومعرفة ردة فعل المستخدم تجاهه، بل إن أحد مكوناته وهي المتانة لا يمكن للمبنى أن يقوم بدون تحقيقها، أما الثاني فمن الصعب فهمه وبالتالي من الصعب قياسه ومعرفة ردة فعل المستخدم والمشاهد تجاه هذا المبنى أو العمل المعماري في مجمله.
ولعل هذا ما يمثل المشكلة الفعلية في مجال العمارة، إذ كيف يمكن تقييم الجانب الحسي في المبنى، بل وكيفية معرفة الأسس التي ينبني عليها التفضيل الجمالي للأعمال المعمارية، ولعل هذا ما يفسر أيضا تأرجح الاتجاهات المعمارية المختلفة وعبر العصور التاريخية حتى العصر الحالي في اتجاه العمل المعماري نحو مخاطبة العقل أو العاطفة أو كلاهما، وإن كان الجمع بينهما يمثل قمة الأداء الناجح للفكر المعماري وللناتج الممثل له. ومن هنا يمكن أن نفهم أيضا التغيير الذي يحدث في الفكر المعماري من وقت لآخر أو حتى داخل ذات الوقت لتغيير الفكر من تغلب أحد الجوانب على الأخر العقل أو العاطفة والمشاعر الوجدانية.
ورغم الصعوبة المشار إليها في هذا المقال في معرفة الأسس التي تتم عليها عملية التفضيل الجمالي للأعمال المعمارية، بجانب اختلاف علماء الجمال في تحديد هذه الأسس، إلا أننا سنحاول في هذا المقال طرح رؤية خاصة مبنية على أساس استقراء للأعمال المعمارية الكلاسيكية والحديثة بجانب رؤية بعض علماء الجمال والنظريات المعمارية القديمة والمعاصرة.