Skip to main content

البعد المعلوماتى: ودوره في صياغة استراتيجيات تنمية المدن فى القرن الحادى والعشرين

Research Authors
د./ نوبى محمد حسن
Research Year
2000
Research Journal
ندوة إستراتيجيات التنمية الحضرية فى المدن العربية، المعهد العربى لإنماء المدن، الرياض
Research Rank
3
Research Abstract

يميز البعض القرن العشرين على أساس أنه قرن العلم والتكنولوجيا، ويستند فى ذلك إلى ما حققته البشرية من إنجازات علمية كبيرة فى هذا القرن فاقت ما حققته فى العصور السابقة جميعها، إلا أن المعلوماتية المتمثلة فى تطوير أنظمة المعلومات والاتصالات الإلكترونية تعد من أهم ما تم تحقيقه فى نهاية هذا القرن، وهى ما يتوقع لها الاستمرار والتطور بشكل كبير فى القرن الواحد والعشرين.
وتتمثل الإشكالية النظرية لهذه الدراسة فى محورين؛ أولهما، التطور السريع غير المتلاحق للثورة المعلوماتية وتأثيره المتوقع على نمط الحياة ونمط المدينة فى القرن الواحد والعشرين، بعد ما اتضحت معالم هذا التأثير فى نهاية الحقبة الأخيرة من القرن العشرين، وثانيهما، تتمثل فى غياب البعد المعلوماتى فى عملية صياغة الإستراتيجيات الخاصة بتنمية المدن الحالية، وبالتالى المدن المستقبلية (المدن الجديدة القرن الواحد والعشرين).
أما فرضية الدراسة فتتركز فى محورين؛ أولهما، إن المدينة فى القرن الواحد والعشرين ستعتمد بشكل كبير على المعلوماتية فى جميع أنشطة الحياة، مما سيؤثر على نمط الحياة بها وعلى شكل وأسلوب تخطيطها وتنميتها، وثانيهما، وهى تبنى على الفرضية السابقة، وتعنى بأنه يلزم إستراتيجية ذات مفاهيم وأبعاد جديدة يمكنها أن تتوافق مع هذه المستجدات التى تنتظرها المدينة فى القرن المقبل.
ومن هنا تتحدد أهداف هذه الدراسة فى توجيه نظر المخططين وواضعى سياسات إستراتيجيات تنمية المدن فى القرن الواحد والعشرين إلى البعد الجديد الذى سيفرض نفسه وبقوة على الحياة وعلى نمط المدينة وعلى عملية التنمية فى هذا القرن ألا وهو الثورة المعلوماتية والتى بدأ تأثيرها واضحاً مع نهاية القرن العشرين.
ولهذا يعتمد البحث على المنهج التحليلى للأطروحات الفكرية النظرية فى شكل تنظير ورؤى مستقبلية تعتمد على سرد الأحداث من خلال التوقعات المحتملة فى القرن الواحد والعشرين وربطها بالواقع الحالى وما تحقق بسبب هذه المعلوماتية فى نهاية القرن العشرين. ولذا تنقسم محتويات البحث إلى أربعة أجزاء رئيسية، يوضح الأول والثانى الإشكالية والفرضية البحثية، بينما يوضح الجزء الثالث عرض للنتائج البحثية، وأخيراً يشمل الجزء الرابع الخلاصة والتوصيات.
ومن أهم النتائج التى توصل إليها هذا البحث أن شكل الحياة وشكل المدينة فى القرن الواحد والعشرين سيكون مختلف بسبب الاعتماد على أنظمة المعلومات ودخول الأجهزة الإلكترونية إلى جميع مجالات الحياة. كما أنه من المتوقع أن تظهر نظريات جديدة فى تخطيط المدن تعتمد على صياغة فكر المعلوماتية فى أوجه الحياة داخل المدينة، وقد يؤدى هذا إلى تغير النمط المتعارف عليه حالياً فى هذه النظريات، من حيث وضع العناصر المختلفة داخل المدينة، واستنتاج الشكل العام لها. وأخيراً يتوقع البحث أن إستراتيجية الفكر التنموى الخاص بتنمية المدينة وتنمية قطاعاتها المختلفة من خلال الفكر الشمولى المتكامل سيتغير بسبب اختلاف المدخلات الخاصة بعملية التنمية العمرانية فى حالة دخول المعلوماتية وسيادتها على نمط الحياة ونمط المدينة وأسلوب تخطيطها.