Skip to main content

التصميم الاجتماعي للمجمعات السكنية العالية

Research Authors
د./ نوبى محمد حسن
Research Year
2002
Research Journal
مجلة كلية الهندسة، جامعة أسيوط،
Research Vol
المجلد 30، العدد 3،
Research Rank
2
Research Abstract

لقد تجمعت مجموعة من العوامل جعلت الانطلاق بالمباني إلى ارتفاعات عالية ضرورة ملحة وأمراً ممكناً، كما جعلت من الاتجاه نحو المباني الضخمة والعالية التي تحوي أعداداً كثيرة من المستخدمين تكاد تكون هي النمط المعماري الغالب متى سمحت ذلك ظروف الأرض المخصصة للمشروع وقوانين البناء، ومن أهم هذه العوامل؛ التقدم التكنولوجي في صناعة البناء، واختراع المصاعد الرأسية، بجانب تناقص المعروض من الأرض الصالحة للبناء وارتفاع ثمنها، إضافة إلى التضخم السكاني الهائل وما يتطلبه من الحاجة الملحة إلى أعداد رهيبة من المساكن التي يلزم توفيرها لهؤلاء السكان.
إلا أن الاتجاه نحو الرأسية والضخامة معاً في البناء انقلب من كونه مجرد حالات خاصة اختصت بها مواقع بعينها (كالمواقع السياحية ومراكز المدن) أو ظروف مباني ذات طبيعة خاصة (كالمباني الإدارية والمراكز التجارية) إلى ظاهرة تكاد تكون أصبحت عامة للعمران في المدينة المعاصرة، وخصوصاً الاستخدامات السكنية.
وتتمثل إشكالية هذه الدراسة في أن المجمعات السكنية العالية قد أوشكت على أن تصبح هي النمط السائد في عملية البناء في معظم المناطق داخل عدد كبير من المدن المعاصرة وخصوصاً في البلاد النامية، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول جدوى هذا النمط وتأثيره على مختلف الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
ولهذا يفترض البحث أنه وبسبب الطبيعة التي ينطوي عليها تصميم نمط المجمعات السكنية العالية من احتوائه على عدد كبير من الوحدات السكنية والسكان، وابتعاد الإنسان عن الأرض والبيئة المحيطة به، بجانب الاعتماد في الحركة والاستخدام على الأنظمة الميكانيكية، فإن ذلك قد ساعد وبشكل مباشر في حالة فقدان العلاقات الاجتماعية التي يعانى منها أفراد المجتمع في المدينة المعاصرة.
ومن هنا يتحدد هدف هذه الورقة البحثية في محاولة التوصل إلى صياغة مناسبة وأسس يمكنها أن تساهم في رفع كفاءة المجمعات السكنية العالية من الناحية الاجتماعية.
ولتحقيق هدف هذه الورقة البحثية فقد اعتمد البحث على المنهج التحليلي مع تدعيم المعلومات التي تم الحصول عليها بنتائج استبيانات لدراسة ميدانية أجريت لتقييم استخدام المباني المرتفعة في مشروعات الإسكان أجريت لتقييم استخدام المباني المرتفعة في مشروعات الإسكان. وقد انقسم البحث إلى أربعة أجزاء، يضم الجزء الأول توضيحاً لإشكالية البحث وفرضية الدراسة ومنهج البحث، ويضم الجزء الثاني التحقق من فرضية البحث ويدرس العلاقة بين ظاهرة المجمعات السكنية العالية ومظاهر فقدان العلاقات الاجتماعية، بينما يقدم الجزء الثالث إطاراً مقترحاً لبيان كيفية تحقيق الجوانب الاجتماعية في مجتمع المجمعات السكنية العالية، ويشمل ثلاث أطروحات؛ تحتوي الأولى على مثالين لمجمعات سكنية ضخمة ومرتفعة صممتا على أساس تحقيق العلاقات الاجتماعية بين السكان، والثانية مقترحات عامة يمكن أن تطبق على المباني القائمة والجديدة، والثالثة مقترحات عامة للموقع السكنى الذي تبنى فيه هذه المجمعات بشكل عام، ثم ينتهي البحث بالجزء الرابع والذي يشمل مجموعة من النتائج العامة والتوصيات، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أن النمو الرأسي للعمران تعد واحدة من الأسباب المهمة التي ساعدت في ظاهرة فقدان العلاقات الاجتماعية، كما أن نمط المباني السكنية البسيطة والمنخفضة الارتفاع (والتي تتمثل في المساكن الخاصة أو العمارات السكنية ذات الارتفاع المنخفض والكثافة السكنية القليلة) مازال يمثل الإجابة المقنعة لعملية البناء لما يحققه من كثافة سكنية عالية (في حالة استخدام نمط التخطيط المتضام) بجانب تحقيق مظاهر الترابط الأسرى والاجتماعي بين السكان.