Skip to main content

الدلالات التعبيرية للشكل والخامة كمدخل لإثراء التشكيل النحتى
معرض " ملامح"

Research Authors
محمد جلال
Research Abstract

الملخص :
الفن التشكيلى كغيره من الفنون الأدبية والحركية والصوتية وغيرها ترجمة صادقة لأحاسيس النحات وأفكاره وثقافته ومعتقداته ، وما يحيطه من ظروف مادية ومعنوية ، وقد شهد النحت فى القرن العشرين كأحد أهم مجالات الفن التشكيلي عدة تغيرات ، أدت إلى تطور مفهوم النحت الحديث ، حيث خرجت صياغاته التشكيلية عن المفهوم التقليدى ، وتحولت إلى تشكيلات تبتعد عن الظواهر المحسوسة والمدركة فى الطبيعة ، اتجه فيها النحات إلى الأشكال المجردة والتعبير عن المضامين والمفاهيم وتقلص ظهور أعمال النحت بشكلها العادى ألا فيما ندر، ونتيجة للتطور العلمى والتكنولوجى والتقدم الصناعى الهائل الذى حدث فى القرن العشرين ، ظهرت التجارب المتنوعة للفنان الحديث مع الخامات والتقنيات المستحدثة والتى أوجد بها قيماً جمالية متنوعة ، فقد أصبح متاحاً للنحات العمل بخامات تشكيلية غير تقليدية كالخيوط والمواسير والخامات الجاهزة الصنع إلى جانب إستخدامه للوسائط المخلقة كيماويا .
وفى مجال البحث الحالى " النحت البارز" نلاحظ أثر التطور الذى حدث فى مجال الخامات والأدوات على الصياغات التشكيلية للنحت البارز ، فالتطور الصناعى والتكنولوجى الذى حدث ساهم فى إيجاد العديد من الخامات والمخلفات الصناعية التى استغلها الفنان الحديث فى صياغة أعماله من النحت البارز ، والتى كونت مفاهيم تشكيلية جديدة أدت إلى تخطى حدود التفكير التقليدى .

ويرى الباحث أن الخامة تظهر طبيعة الشكل وعلاقته بالفراغ وحركة السطح ، كما يعتبر الشكل والخامة كيان واحد مستقل لا يمكن فصله ، وللشكل والخامة وظيفة تتلخص أهميتها فى ترتيب عناصر العمل الفني بصورة من شأنها أن تظهر قيمتها الحسية والتعبيرية والجمالية .
ومن خلال ما سبق حاول الباحث من خلال هذا البحث التعامل مع تلك الثنائية التى تتعلق بالتعبير عن الجانب العضوى والروحى "النفسى" من ناحية ، ومع الخامة وإيحائاتها من ناحية أخرى .. وذلك فيما يتصل بالتعبير الذى يرتسم على العمل الفنى فيما يكشف عنه ما يعتمل فى نفوس المتلقى من مشاعر وانفعالات ، أو أن يكون التعبير بالحركة الجسمانية أو بكليهما معاً ، فهى رؤية داخلية للباحث تهتم بالمشاعر الإنسانية أكثر من تجسيد مظاهر الواقع المرئى ، فالأعمال فى حد ذاتها لا قدر لها إلا بما تحمله من مشاعر وقيم تعبيرية ناتجة عن الموضوع أو الخامة ، فيتجه الباحث هنا إلى المبالغة والحذف والإضافة والتشويه فى الأشكال كمعالجات تشكيلية تؤكد الأبعاد التعبيرية النفسية وذلك جنبا إلى جنب وقع الخامة واسلوب تناولها .

فقد تناول الباحث لترجمة أفكاره وإنفعالاته أحد عناصر الطبيعة "الحصان" ، ولهذا العنصر دور هام فى الفنون التشكيلية منذ القدم ، والذي اتصف بمظهره المتناسق البديع والذي يجمع بين كل من الرشاقة والقوة ، والحصان مفردة تشكيلية رئيسية فى أعمال الباحث , حاول فيها تقديم الكثير من القيم الجمالية منها الانطلاق والنشاط والجمال والأصالة والحركة , وذلك في قالب جديد ومتنوع ، من خلال حركة رأس ورقبة الحصان التى لا تنم عن الجمال بعينه أو الرشاقة أو القوة كما هو معهود عن الحصان ، بل تبلغ عن أحاسيس جياشة وتعبيرات وجدانية من خلال الشكل وحركته وملمسه بل من خلال الخامة التى تناول الباحث من خلالها التشكيل .
ومن ما سبق يمكن تلخصت مشكلة البحث فى التساؤل التالى :
ما إمكانية الإفادة من التشكيل بعنصر الحصان -الرأس والرقبة فقط- والتجريب بخامة مستحدثة فى التعبير وإكساب الشكل النحتى قيم جمالية متعددة ؟
المنطلق الفكرى للتجربة :
لقد صاحب فن النحت البارز الحديث العديد من الصياغات المبتكرة والتى تنوعت مفاهيمها وأوحت بالعديد من التعبيرات القيم الجمالية ، فقد تبنت كل حركة أو إتجاه للنحت البارز فكرة أو قضية اشترك فى تحقيقها العديد من الفنانيين لتصل إلى المشاهد فى صورة حلول تشكيلية ، وهذا التنوع فى صياغات النحت البارز يعطى الفرصة لتحقيق أهم أهداف الفن والتربية الفنية ، فالاستخدام غير المحدود والذى يخرج عن الإطار التقليدى للنحت البارز من حيث الموضوع والتعبير والخامة يتيح للدارس أن تنطلق أفكاره وإنفعالاته ، ومن هذا المنطلق فكر الباحث فى محاولة البحث عن خامة للشكل النحتى مستحدثة لترجمة الأفكار والتعبيرات ، حيث عمد الفنان إلى البحث عن خامة للتشكيل تعاونه على التعبير من جهة ، وتكون متوفرة فى السوق المحلية من جهة ، وتكون يسيرة فى التعامل لإفادة دارسي الفن من جهة أخرى ، وبالبحث والتجريب استطاع الباحث التوصل لخامة مستحدثة لإخراج العمل الفنى ، وكان الباحث متعمد أن تكون شبيهة بالحجر ، وتلك الخامة تتركب من خامة الـ "بوليستر" مع خامة الـ "كيماستون" بلونى الأبيض والبيج والمعروفة بالسوق المحلية بإسم"جرانيوليت" وذلك بنسبة1/2/0.5 ، حيث1بوليستر+2كيماستون أبيض+0.5كيماستون بيج ، ويصب ذلك الخليط بقالب العمل الفنى .
كما اتجه إلى محاولة الإفادة من مفردة تشكيلية متعارف عليها ، ولكن بتناول جديد غير متعارف عليه ، والتعبير بها عن مضامين تعبيرية مختلفة ، وذلك بمعاونة الخامة المستحدثة ، وبناء على هذا المنطلق الفكرى فقد وجد الباحث ان لمفردة الحصان قيمة وجدانية كبيرة فى نفسه ، وقد تناولها الكثير من الفنانيين ، فكان التفكير فى استخدام مفردة الحصان فى التعبير عن بعض المضامين التعبيرية المختلفة عن ما عبر عنها الكثير من الفنانيين لإبراز نواحي تعبيرية أخرى بالحصان ، فقد عبر الكثير عن قوة الحصان وعن جماله وعن رشاقته ولم نتطرق إلى التعبيرات الأخرى التى حباها المولى لهذا المخلوق من حزن وألم وفرحة وإنطلاق وزهو وتفاخر وغيرها من الأحاسيس الجياشة لهذا المخلوق الرائع ، كما حاول الباحث التعبير عن تلك المضامين التعبيرية الناتجة من ملامح الحصان وحركته من خلال التعبير برأس ورقبة الحصان فقط دون التطرق لباقى الجسد فى محاولة منه تناول المفردة بشكل جديد والتعبير عن المضمون والحركة من خلال هذين الجزئيتين فقط من جسد الحصان ، مع التأكيد من خلال حركة الرقبة والرأس على الحركة الضمنية لجسد الحصان المحذوف من التكوين ، كما عمد الباحث لمحاولة التأكيد على أنه بتكرار مفردة الحصان – بنفس الرؤية والمعالجة التشكيلية – يمكن تغيير المضمون التعبيرى للعمل الفنى ، مما يثرى الرؤى التشكيلية والتعبيرية ويزيد من القيم الجمالية .

Research Department
Research Journal
بقاعة العرض " جنوب .... جنوب "
بكلية التربية النوعية – جامعة أسيوط
Research Member
Research Rank
2
Research Year
2011