Skip to main content

"الإمكانات التشكيلية والجمالية للخامات المختلفة والجمع بينها لإثراء التكوين النحتى"

Research Authors
د/محمد جلال على محمد -أستاذ مساعد النحت بقسم التربية الفنية - كلية التربية النوعية – جامعة أسيوط
Research Abstract

ملخص البحث
تطورت خامات النحت بشكل سريع موازٍ للتطورات التي شهدها العصر الحديث فقد دخلت على الخامات الطبيعية التي عرفها الفنان منذ بدء الخليقة خامات مستحدثة ارتبطت بالمقومات الحضارية في المجتمع العالمي ، و تشير آراء بعض الفلاسفة والفنانين الذين تعرضوا لموضوع الخامة إلى أهميتها ، حيث ذكر الفيلسوف" برنارد" فى كتابة Morris weitz" " ان الخامة هى جسم العمل الفنى وذكر "موريس وايتز Bernard Basanquet " ان الفنان يفكر ثم ينفعل ثم يخرج وينتج العمل الفنى بوساطة خامة ، كما يؤكد الفنان الإنجليزى "هنرى مور H.Morre " بان لكل خامة صفاتها المميزة وتتركز أهميتها فى تشكيل الفكرة ، فهى بذلك لابد ان تشغل مكانها فى العملية الفنية ، فإن المواد أداة للتعبير وتتحول إلى قيمة عندما يتعامل معها دارس الفن او الفنان بشكل مباشر ويتعمق فى إدراك مضامينها وفهم معانيها، فالخامات لها معنى وتكتسب معانى كبيرة بالتشكيل ، وتزداد المعانى مع ممارسة التشكيل ، وتعتبر إعادة استخدامات الوسائط المادية فى صياغات جديدة بمثابة التقنية والأسلوب الذى يتناوله الفنان.
وتتعدد اساليب تناول الخامات فى الفنون التشكيلية وتختلف من فنان لأخر ، حيث يبدأ الفنان البحث عن المبررات التشكيلية والتعبيرية وراء اختيار الوسيط وعلاقته بأجزاء العمل الفنى ، وابتكار اسلوب ما يميزه عن غيره من الفنانين وينقل لنا فكره و فلسفته الخاصة من خلال هذا الوسيط ، ويقول هربرت ريد "أن علاقة الفنان بالخامة ليست علاقة إدراكية بحتة وإنما هي علاقة تعبيرية هذا التعبير لا يمكن أن يخرج إلى الوجود إلا في صيغة مشاعر ملموسة ومحسوسة "، و فكرة الوسيط المادى المستخدم دائما ما يؤرق النحات قبل واثناء صياغة العمل الفنى حيث ان التعامل مع الوسائط المادية المختلفة يتطلب رصيد من الخبرة المرئية والمعارف المكتسبة وحصيلة للعلاقات التشكيلية ، و بمعرفة إمكانيات هذه الوسائط وحدودها وطرق معالجتها يتم تطويعها لخدمة الأفكار التعبيرية والتشكيلية للنحات ، فإن خامة العمل النحتى ليست مجرد شئ قد جمع منها هذا العمل أنما هى غاية فى ذاتها بوصفها ذات كيفيات حسية خاصة من شأنها أن تعين على تكوين الموضوع الجمالى والتعبيرى .
ولقد تأثر النحاتون في الحركات الفنية الحديثة بالوسائط التشكيلية التي وفرتها التكنولوجيا والصناعات الحديثة ، وأصبح العمل النحتى لا يعتمد على الخامات التقليدية ، بل أدخل عليها خامات أخرى مصنعة أو مخلقة من مواد طبيعية أو كيميائية ، حيث قدمت تكنولوجيا العصر الحديث للفنان كمّاً متزايداً من الخامات والتقنيات ، وهو ما نتج عن المجتمع الصناعي الذي تميزت فنونه باستعارة العديد من خاماته وإمكاناته .
وإندماج الخامات صورة من صور التفكير في النحت الحديث ، وذلك لإيجاد علاقات جديدة في بنية العمل النحتى بما يضيف إليه بعداً جمالياً وتعبيرياً ، ولقد أصبح التجريب والاندماج بين الخامات عمليتين مرتبطتين إلى حد كبير، فلقد ظهر في مجال التجريب بالخامات كثيرٌ من المصطلحات المرتبطة بعملية التجميع والتركيب "Assemblage" ، ويستطيع النحات توظيف الخامات المتنوعة حتى تتوافق فيما بينها لتؤكد إمكانية توظيفها في حيز الفراغ ، وتتحول متخطية إستخدامها التقليدي إلى وظيفة أخرى ، وهي الوظيفة التعبيرية الرمزية ، مما يجعل المشاهد يبحث عن المبرر الفكري والفني وراء اختيار تلك الخامات ، وعلاقتها بباقي أجزاء التكوين النحتى .

Research Department
Research Journal
المؤتمر الدولي الثالث(حوار جنوب -جنوب)بعنوان الفنون التشكيلية والمتغيرات العالمية
Research Member
Research Rank
3
Research Website
كلية التربية النوعية جامعة اسيوط
Research Year
2012