Skip to main content

الإمكانات التشكيلية للطبقات الخشبية فى إثراء سطح العمل النحتى
معرض " خطوط بحرية "

Research Authors
محمد جلال
Research Abstract

الملخص :
الفن هو إنتاج إنسانى ينظم الفنان فيه المواد بحذق ومهارة لكى يواصل تجربة إنسانية ما ، والخامة من أهم عناصر العمل الفنى فهى الشكل والأداة التى تساعد الفنان على تكوين الموضوع الجمالى وتحدد شكل الفن وطريقة صياغته .
ونتيجة للتطور العلمى والتكنولوجى تغيرت المفاهيم الجمالية مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، حيث طرأت تغيرات مفاجئة فى الحركة الفنية ، وتشكلت مبادئ جديدة مستحدثة للفن بالنسبة للتجريب بالخامات المختلفة كوسيلة للتعبير وأثرها على التقنيات والأساليب الأدائية ، فاكتسبت المادة صفات الطواعية والليونة بفضل المهارة الفنية للفنان ، ورؤيته المستحدثة وتفهمه لدورها فى العمل الفنى ، وغدت المادة غاية فى ذاتها وليست مجرد شيئ صنع منه العمل .
وقد لاحظ الباحث أن بعض فنانى الفن الحديث إستفادوا من الإمكانيات التشكيلية والتعبيرية للخامة فى تأكيد أفكارهم الفنية وقيمهم التعبيرية ، فظهرت تقنيات جديدة إرتبطت بتغيير مفهوم الخامة وإسلوب المعالجة بها للتوافق مع الفلسفة والرؤية الفنية لكل فنان وباحث .
ونوع الخامة وخواصها الحسية والتركيبية تتحكم إلى حد ما فى الشكل ، وعلى الفنان أن يتكيف مع الخواص الفردية للمواد التى يستخدمها ، ومع صفاتها الخاصة ، مثل اللون والملمس ، ومن هذا يتضح للباحث أن على الفنان دور هام فى إختيار خاماته وكذلك التكيف مع الخواص الفردية لها تحقيقاً للقيم الجمالية والتعبيرية .
ومن خلال البحث والتجريب تطلع الباحث والمعلم فى نفس الوقت لإستخدام خامة الخشب كخامة طبيعية ولما لها من مميزات عديدة .. ملمسها وألوانها وإمكانية صياغتها وتوافرها بالأسواق المحلية وسعرها المناسب وقدرتها على تحقيق رؤى الباحث التشكيلية والتعبيرية ، ونظراً لعمل الباحث كمدرس لمقرر النحت وإهتمامه بنقل الخبرات للطلاب ، ونظراً لعدم توفر كتل الأخشاب المناسبة دائماً أو لسعرها الباهظ نسبياً ، فقد عمد للتجريب بإستخدام طبقات من خشب مصنع " الأبلاكاج " وهو متواجد بالأسواق المحلية وبلونين مختلفين طبيعيين ، فمن خلال عمل طبقات من خشب الأبلاكاج لتكون كتلة بها بعض المعالم للشكل المنحوت ، ثم التعامل معها ببعض الأدوات ، لتشكيل تكوين نحتى له طابع خاص من خلال تنوع إتجاهات ثمرة الخشب وخطوطه مع تنوع الكتل وتوزيعها ، ولترجمة مضمون تشكيلى وتعبيرى من خلال السمات الجمالية لخامة الخشب .
ومن خلال تواجد الباحث ومعيشته فى إحدى المدن الساحلية بمحافظة حضرموت بدولة اليمن ، أخذ بذهنه الأشكال الغريبة والجميلة للأسماك والكائنات البحرية بسماتها الشكلية اللينة ، مما دعا الباحث لترجمة أفكاره ومدركاته الشكلية لبعض هذه الأسماك فى تشكيلات نحتية يبرز فيها القيم الجمالية لهذه المفردة الطبيعية ، وقد إختار لترجمة أفكاره خامة الخشب لما سلف الذكر من سماتها التشكيلية والشكلية والتى قد تعاون الباحث كوسيط مادى فى ترجمة الرؤى التشكيلية المختلفة للباحث للمفردة ، وبيان مدى إمكانية الخامة والتقنية فى إثراء سطح التكوين النحتى .
المنطلق الفكرى للتجربة :
يعد التجريب في الخامات بإستخدام تقنيات متعددة من المداخل المهمة للفنان ومعلم الفن ، ومن خلال إهتمام الباحث بالتجريب وميله لبعض الخامات الطبيعية وأهمها خامة الخشب ، فقد تطرق إلى ذهنه التجريب بخامة خشب الأبلكاج المصنع والمتوفر فى البيئة المحيطة فى الأسواق المحلية ، وكان ذلك لمجموعة من المميزات التى رآها الباحث من حيث السعر وتعدد الوانها وتعدد سماكاتها ، وأيضاً سهولة الحصول عليها والتعامل معها وخاصة للطلاب ، كما تتوافر المعدات والأدوات البسيطة للتعامل معها كالمبرد بأنواعه وأحجامه ، وإزميل الخشب بأنواعه وأحجامه ، والصاروخ الكهربائى ، والصنفرة بدرجاتها من الخشن والناعم .
وعمد الباحث فى التجريب من خلال إستلهامه للتشكيلات النحتية من أشكال الأسماك التى لفتت إنتباهه خلال إقامته بإحدى المدن الساحلية بمحافظة حضرموت بدولة اليمن ، وخاصة لما لها من سمات شكلية مبدعة والتى سيساعده فى إبرازها الخامة ، بما لها من سمات شكلية خطية لونية .
وقد عمد التجريب بإستخدام تقنية تجميع طبقات من خشب الأبلاكاج بإختلاف سمكها لتكوين بلوك أو كتلة بشكل مدروس وذلك بإستخدام الغراء الأبيض – الشفاف – ثم البدء فى تشكيل وتهذيب الأسطح ، ليصل بالتكوين النحتى إلى شكله الجمالى والمتضمن مجموعة من القيم الجمالية والمضامين التعبيرة الموحية ، عن طريق توزيع الكتل وحركة التكوين الناتجة أيضاً عن حركة خطوط وتجزيعات الخشب التى حاول أن يثرى من خلالها سطح التكوين والتأكيد على العديد من القيم الجمالية .

Research Department
Research Journal
بقاعة المؤتمرات الدولية بجامعة حضرموت
بقاعة العرض بكلية التربية النوعية – جامعة أسيوط
Research Member
Research Rank
2
Research Year
2000